الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مختصر ابن كثير **
بسم اللّه الرحمن الرحيم. يقول تعالى: {ألم نشرح لك صدرك} يعني قد شرحنا لك صدرك أي نورناه، وجعلناه فسيحاً رحيباً واسعاً كقوله: اللّه وأشهد أن محمداً رسول اللّه)، وقال قتادة: رفع اللّه ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي بها، أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه، وشق له من اسمه ليجله * فذو العرش محمود وهذا محمد وقال آخرون: رفع اللّه ذكره في الأولين والآخرين، ونوه به حين أخذ الميثاق على جميع النبيين أن يؤمنوا به، وأن يأمروا أُممهم بالإيمان به، ثم شهر ذكره في أمته، فلا يذكر اللّه إلا ذكر معه. وقوله تعالى: {فإن مع العسر يسراً * إن مع العسر يسراً} أخبر تعالى أن مع العسر يوجد اليسر، ثم أكد هذا الخبر، بقوله: {إن مع العسر يسراً}، قال الحسن: كانوا يقولون: لا يغلب عسر واحد يسرين اثنين، و من صدّق اللّه لم ينله أذى * ومن رجاه يكون حيث رجا وقال الشاعر: كملت فلما استحكمت حلقاتها * فرجت وكان يظنها لا تفرج وقوله تعالى: {فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب} أي إذا فرغت من أُمور الدنيا وأشغالها، وقطعت علائقها فانصب إلى العبادة، وقم إليها نشيطاً فارغ البال، واخلص لربك النية والرغبة، قال مجاهد في هذه الآية: إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة فانصب لربك. وعن ابن مسعود: إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل، وفي رواية عنه {فانصب} بعد فراغك من الصلاة وأنت جالس، وقال ابن عباس {فإذا فرغت فانصب} يعني في الدعاء، وقال الضحّاك {فإذا فرغت} أي من الجهاد {فانصب} أي في العبادة {وإلى ربك فارغب} قال الثوري: اجعل نيتك ورغبتك إلى اللّه عزَّ وجلَّ
|